إنْ كنتَ تريد معرفتي، فاقرأ حكايتي هذه
عندما أكملت بناء بيتي الجديد كانت ابنتي في الخامسة من عمرها. فاضطررنا لنقل أثاث منزلنا قبل الموعد المقرّر. وكما تعلمون أنّ الإنتقال من بيتٍ إلى آخر صعبٌ دائماً وخصوصاً عندما لا نكون مستعدين لذلك. كانت ابنتي تساعدنا أحياناً وتلعب أحياناً أخرى، وفي الليل من ذلك اليوم الصعب كنّا متعبين جدّاً بعدما انتهينا من نقل الأثاث وترتيبه. وعندما حان وقت النوم سألتني ابنتي قائلةً: أبي، هل الله متعبٌ مثلنا هذه الليلة؟ هل سينام مثلنا؟
لقد صدمت من سؤالها، فقد كنت أظنّ أنّها لا تزال صغيرة على طرح هكذا أسئلة وقد لا تخطر في ذهنها أبداً، وعلى أيّة حال فإنّ سؤلاً كهذا خطر في ذهنها الآن ويجب أن تحصل على الجواب.
تبسّمتّ وقلت لها: لا يا حبيبتي، إنّ الله ليس له جسم مثلنا فيشعر بالتعب، فالتعب هو لأجسامنا نحن البشر. والله ليس له جسم، ولا يشعر بالجوع، ولا يشعر بالتعب.
والخلاصة أنّني استطعت إقناعها بهذا التحاور حتّى هدئت وخلدت إلى النوم.
أمّا أنا فقد انتبهت للتو وبدأت أفكر بعمق في هذه المسألة، فبدأ ذهني يتنوّر ولم أعد أفكّر في النوم رغم أنّ جسمي كان متعباً جدّاً.
نعم، إنّ هذه الأسئلة هي نفسها التي كانت تدور في أذهاننا عندما كنّا صغاراً ولم نحصل على جوابٍ مقنعٍ من أبوينا أو معلّمينا. فليرحم الله آبائنا وأمّهاتنا ومعلّمينا اللذين سعوا إلى ترسيخ عقيدتنا بالله بقدر استطاعتهم وإمكانيّاتهم البسيطة.
والآن يوجد الملايين من أطفال المسلمين اللذين تدور في أذهانهم المئات من الأسئلة الاعتقاديّة، وإنّ كثيراً منهم لا يحصل على إجابة صحيحة عن تساؤلاته الإعتقاديّة حتّى آخر عمره.
وفي عصرنا الحاضر وهو عصر المعرفة واتّساع المعلومات يوجد الكثير من الآباء والأمّهات اللذين يتجاهلون الإجابة عن أسئلة أطفالهم وربّما يتهرّبون من أسئلة أطفالهم خشية أن لا يعرفوا الإجابة الصحيحة. فيجيبون بهذه الكلمات المتعارفة.. عندما تكبر ستعرف الإجابة!
ولكنّ الكثير منهم أيضاّ ينتابهم القلق الدائم حيال أسئلة أطفالهم المتعلّقة بالله ويخشون من أن تتأثر عقيدة أطفالهم بالله سبحانه وتعالى فيضعف إيمانهم أو تخدش فطرتهم.
نحن جميعنا نحبّ الله عزّ وجلّ لكنّنا نتألّم من قلّة معرفتنا به تعالى. وأنا قد حملت على عاتقي منذ ذلك الحين العمل على تخفيف وإزالة الألم الناتج من قلّة المعرفة بالله سبحانه وتعالى. وهذه هي رسالتي وهو واجبي.
وإنّ أهمّ المساعي التي أكرّس لها جهودي هي السعي وراء إبدال مرارة عدم المعرفة بلذّة المعرفة بالله سبحانه وتعالى، وكذلك إهداء أطفال المسلمين المعارف الحقّة فيما يتعلّق بجمال صنع الخالق ودفء الإحساس بوجوده تعالى.
كما أهدي للآباء الأعزّاء والأمّهات الطيّبات أحلى باقات المعرفة المعطّرة بالإيمان راحةً لبالهم واطمئناناً لقلوبهم تجاه تعلّم أطفالهم وسعادةً في الدنيا والآخرة ومن الله التوفيق والسداد والهداية.
Everything is very open with a precise description of the issues. It was really informative. Your website is very helpful. Many thanks for sharing!