حكايات فيول ونمول

حكايات فيول ونمول

تعتبر الحکیایات الفکاهیّة إحدی وسائل التعلیم والتربیة،

وإنّ الأطفال بطبیعتهم یحتاجون إلی ما یُرسّخ المعلومات في أذهانهم أو ما یُضفي علیها بعض الإثارة

کالتسالي والتحدّیات أو ما یُضفي علیها نوعًا من التجسید کالصور والرسوم.

یُحلّق المؤلّف المبدع في کتاب «حکایات فیّول ونمّول» بأذهان الأطفال في عالمٍ مليء بالفکاهة والمرح

لیُخبرهم بالأحداث الغریبة والعجیبة التي یمکن أن تحدث نتیجة تکوین علاقة صداقة بین فیلٍ ونملةٍ،

کما یزقُّ إلیهم تعالیمًا اجتماعیّة قیّمةً بأسلوبٍ شیّق وجذّاب.

نص من داخل كتاب حكايات فيول ونمول

کان السیّد فیّول والسیّد نمّول صدیقین حمیمین. لقد صنعا بمساعدة بعضهما البعض حوض سباحة كبیر وسط الأرض الخضراء المنبسطة.
جلس فیّول ونمّول علی حافّة حوض السباحة الكبیر والفارغ من الماء وغرقا في التفكیر.. لقد كانا یفكّران بحلٍّ من أجل الحصول علی الماء وملء حوضهما.
کان فیّول یهزّ رجلیه فوق الحوض الفارغ.. فجأةً خطرت في باله فكرةً، فقال لنمّول: «لنذهب إلی النهر ونجلب الماء بواسطة الدلو إلی الحوض حتّی یمتلئ بالماء، ما رأیك بهذه الفكرة یا نمّول؟»
فكّر نمّول قليلاً، ثمّ قال: «ولكن هل تعلم یا فیّول كم مرّة یجب علینا أن نذهب إلی النهر؟ وكم دلوًا یجب علینا أن نملأه بالماء من أجل ذلك؟ ربّما استمرّ عملنا لعدّة أیّامٍ متواصلة! هل تصبر علی ذلك وتتحمّل مشقّة العمل؟»
استعرض فیّول عضلاته، وقال: «لا تقلق بشأني، لو كلّفني الأمر أن أعمل سنةً كاملةً لفعلتُ ذلك؛ ولكنّني قلقٌ بشأنك أنت یا نمّول! أظنّ بأنّك سرعان ما تتفلّت من هذا العمل!»
تبسّم نمّول، وقال: «سنری من الّذي یتفلّت من العمل یا فیّول!»
ذهب الإثنان وجلبا دلوین من بیتهما وانطلقا نحو النهر.