الصبر مفتاح الفرج

كتاب الصبر مفتاح الفرج، ذَهَبَ سَعِیدٌ حَیْثُ تُوجَدَ غَسَّالَةُ الثِّیَابِ، وَقَامَ بِفَتْحِ فَوَّهَتِهَا، ثُمَّ رَمَى الْقَمِیصَ بِدَاخِلِهَا. عِنْدَ ذَلِكَ صَرَخَ الْقَمِیصُ الَّذِي لَمْ یَسْبِقْ لَهُ أَنْ أُدْخِلَ فِي الْغَسَّالَةِ، وَقَالَ:
«یَا سَعِیدُ! مَا الَّذِي تَفْعَلُهُ؟ هَلْ جُنِنْتَ؟ هَلْ بَدَرَ مِنِّي فِعْلٌ قَبِیحٌ حَتَّی تَرْمِيَ بِي دَاخِلَ هَذَا الْمَخَلُوقِ الْغَرِیبِ وَالْمُخِیفِ؟ هِیَا أَخْرِجْنِي مِنْ جَوْفِهِ قَبْلَ أَنْ یَبْتَلِعَنِي! هِیَا أَنْقِذْنِي مِنْ هَذَا الْبِرْمِیلِ الْآكِلِ لِلثِّیَابِ. أَرْجُوكَ یَا سَعِیدُ! أَرْجُوكَ.»

نص من داخل الكتاب

ذَهَبَ سَعِيدٌ إِلَى السُوقِ كَيْ يَشْتَرِيَ لِنَفْسِهِ قَمِيصًا. مَرَّ سَعِيدٌ بِالْعَدِيدِ مِنَ الْمَحَلَّاتِ التِّجَارِيَّةِ لِبَيْعِ الْأَلْبِسَةِ الْوَلَّادِيَّةِ؛ لَكِنَّهُ لَمْ يَجِدْ فِيهَا الْقَمِيصَ الَّذِي يُعْجِبُهُ، فَكَانَ إِذَا وَجَدَ قَمِيصًا وَأَعْجَبَهُ لَوْنُهُ، فَإِنَّ جَودَةَ قِمَاشِهِ لَمْ تَكُنْ تُعْجِبُهُ، وَإِنْ أَعْجَبَتْهُ جَودَةُ الْقِمَاشِ، فَاللَّوْنُ لَمْ يَكُنْ يُعْجِبُهُ.
وَلَمَّا كَانَ يَجِدُ قَمِيصًا وَيُعْجِبُهُ لَوْنُهُ وَجُودَةُ قِمَاشِهِ، كَانَ مَقَاسُهُ لَا يُنْاسِبُ مَقَاسَ جِسْمِهِ؛ إِمَّا يَكُونُ أَصْغَرَ مِنْ حَجْمِهِ أَوْ أَكْبَرَ مِنْهُ. حَتَّى أَنَّهُ كَادَ يَيْأَسُ مِنَ الْحُصُولِ عَلَی قَمِيصٍ مُنَاسِبٍ لِذَوْقِهِ وَحَجْمِ جِسْمِهِ.

كتاب الصبر مفتاح الفرج

• اضغط هنا لمشاهدة كتب قد تعجبك ايضا